شارك الآن

شكل رحيل والدي جرحاً لا يبرأ وحزناً لا يفارق القلب، ولم تنجح أي من محاولتي بتجاوز ألم الفراق خصوصاً أن والدي كان له الأثر الأكبر في صياغة تفاصيل شخصيتي منذ الصغر. فلطالما كنت ذلك الطفل الذي يبحث في تفاصيل حياته اليومية عن قصة يرويها لوالده الذي كان غالبا ما يكتفي بالإصغاء صامتا ولم يكن لدي ملجأ لمعرفة ما إذا نالت قصتي رضاه سوا لمعان عينيه الجميلتين. ذلك الارتباط الوثيق جعل من مهمة اعتياد الغياب أمراً صعباً، وتمتلكني في كثيرٍ من الأحيان أفكار الاستسلام للاشيء اتعكز ضدها بكلمات لوالدي أحارب فيها مشاعري السلبية وأقاوم حتى استطيع الاستمرار.

اشارككم اليوم الحوارات الداخلية لعلها تساعد أحدكم كما ساعدتني فيترحم على والدي فأكون ولداً باراً، فهو بصدق يستحق ذلك. 

لما توكع؟ كت حالك وكمل!

كنا قد اقتربنا أكثر من بعضنا في الفترة الأخيرة وأصبحت أحدثك وكأني أحدث نفسي بل وأشكو نفسي لك. كنت الداعم الأكبر لتجاوز تحديات العمل وصعوباته، ولطالما نصحتني بعد كل مأزق أن "أكت" نفسي وكنت قادراً بفضل توجيهاتك على الاستمرار، لكنك ولربما نسيت يا والدي العزيز أن تعلمني كيف "أكت" نفسي منك، 

"بس أطمن يابا حالياً بقوم وبكت حالي وأنا مكمل"

إلي بصبر بنول 

الحقيقة أحاول إيجاد القيمة بالصبر على فراقك فلا أجد شيئاً يستحق السعي، و أرى في هذه النصيحة سبيلاً لكل شيء إلا لك، ألا تعلم يا والدي أنني أحبك للغاية و لا أكيل قربك بالدنيا وما فيها.

"بس ما تخاف ما رح اوكع ورح أكمل" و كيف "أوكع"وفي الأرض سبيلٌ لوصالك. 

صير أدمي

بوعدك "يابا" اضل "متمرد" ، بوعدك أكمل، فلضحكتك التي كنت تحاول اخفائها أثر أكبر على نفسي، لا تحاول أن تنكر ذلك. كانت أوضح من الكلمات و كنت مقدراً لمشاعر أبٍ يخشى على ولده من المتاعب. لكن كيف كنت تتوقع "أصير أدمي" و كل تفاصيل حياتك "تمرد" على الواقع !  

سيبك من المشاعر الكذابة

أتذكر هذه الجملة يومياً، وأحاول أن تكون مشاعري اتجاهك صادقة، هذا الدرس بالنضوج الذي تربيت عليه يمنعني عن كثير من الأمور السهلة، رحمك الله "كنت شايف أوضح مني" ولا أستطيع إلا أن أجد معاني جديدة لكلماتك كل يوم. 

كان لك قدرة عجيبة على التعبير بالاتجاه الصحيح، حبي لك لا يعني الانكسار حبي لك يعني بر الولد المخلص لوالده. 

الي برضى بعيش

تنتابني كمية من الراحة والسكينة عندما أتذكر هذه الجملة "يابا"، وأرى في القواعد الصحيحة و المبادئ الواضحة في مسيرتنا بهذه الحياة وحتى لقائك بالأخرة أهم دعائم الاستمرار.  سأرضى بكل شيء إلا السعي المستمر نحو رضاك.

اختار معاركك 

لا أنكر أنني بدونك لا أرى في طعم الانتصارات لذة، لكن سأتذكر دوماً بأنك كنت تسعى بأن نكون أفضل، سأختار معاركي بعناية وسأخوضها بكل قوتي، سأكون أفضل بك ولك. 

لكلماتك البسيطة أثر في حياتي لن يضمحل، وإن رحلت بجسدك فروحك هي رفيقي وكلماتك لحن سأعزفه كل يوم.  "شكراً  يابا" 







 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
CAPTCHA